فضائل صحابہ
(تقویٰ، مراقبۃاللہ، دین وآخرت کی اہمیت، تعظیم شعائر اللہ، اللہ کی پکار پر لبیک، حلاوت ادت، بروقت نماز ونوافل، تلاوتِ قرآن و دعا ، دروس دینیہ، زبان واعضاء کی حفاظت، لوگوں کے کام آنا اور اعمال خیر، رباط )(صفر کی نحوست)
1. صحابی سے مراد، فضائل قرآن سے، احادیث مبارکہ سے، فضائل انصار، اہل بدر، اہل اُحد، اصحاب بیعت رضوان، اہل السنۃ کا عقیدہ
تقویٰ: الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والقناعة بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل.
يـٰأَيُّهَا الَّذينَ ءامَنوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقونَ ﴿١٨٣﴾ البقرة
أبو ذرّ: اتق الله حيثما كنت ، وأتبع السيئةَ الحسنةَ تَمحُها ، و خالق الناس بخلق حسن … الترمذي، صحيح
2. مراقبۃ اللہ: روزہ ہمیں سیکھاتا ہے کہ اللہ ہر وقت ہمیں دیکھ رہے ہیں، اسی لئے ہمارا روزہ بھی صرف لوگوں کے سامنے نہیں تھا، بلکہ اکیلے میں بھی تھا:
إن الله كان عليكم رقيبا … النساء
لِلَّـهِ ما فِى السَّمـٰوٰتِ وَما فِى الأَرضِ ۗ وَإِن تُبدوا ما فى أَنفُسِكُم أَو تُخفوهُ يُحاسِبكُم بِهِ اللَّـهُ ۖ … ﴿٢٨٤﴾
قُل إِن تُخفوا ما فى صُدورِكُم أَو تُبدوهُ يَعلَمهُ اللَّـهُ ۗ وَيَعلَمُ ما فِى السَّمـٰوٰتِ وَما فِى الأَرضِ ۗ وَاللَّـهُ … ﴿٢٩﴾
3. دین کی پابندی اور آخرت کو اہمیت: اگر آخرت کو اہمیت دی جائے اور اسی کو اپنی سب سے فکر بنا لیا جائے تو تمام دُنیاوی مشکلات آسان ہوجاتی ہیں۔
1. بَل تُؤثِرونَ الحَيوٰةَ الدُّنيا ﴿١٦﴾ وَالـٔاخِرَةُ خَيرٌ وَأَبقىٰ ﴿١٧﴾ 2. وَاستَعينوا بِالصَّبرِ وَالصَّلوٰةِ ۚ وَإِنَّها لَكَبيرَةٌ إِلّا عَلَى الخـٰشِعينَ ﴿٤٥﴾ الَّذينَ يَظُنّونَ أَنَّهُم مُلـٰقوا رَبِّهِم وَأَنَّهُم إِلَيهِ رٰجِعونَ ﴿٤٦﴾ أنس: من كانت الآخرة همّه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله (بکھرے اُمور سمیٹنا) وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همّه جعل الله فقره بين عينيه، وفرّق عليه شمله (کاموں کو بکھیر دینا)، ولم يأته من الدنيا إلا ما قُدِّر له. الترمذي ابن مسعود: من جعل الهموم هما واحدا هم آخرته كفاه الله هَمَّ دُنياه ومن تشعبت به الهموم في أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديتها هلك … ابن ماجه
4. تعظیم شعائر اللہ: ذٰلِكَ وَمَن يُعَظِّم حُرُمـٰتِ اللَّـهِ فَهُوَ خَيرٌ لَهُ عِندَ رَبِّهِ ۗ … فَاجتَنِبُوا الرِّجسَ مِنَ الأَوثـٰنِ … ﴿٣٠﴾
ذٰلِكَ وَمَن يُعَظِّم شَعـٰئِرَ اللَّـهِ فَإِنَّها مِن تَقوَى القُلوبِ ﴿٣٢﴾ … الحج
5. اللہ کی پکار پر لبیک کہنا: یہ اجرِ عظیم کا باعث ہے، یہی حقیقی زندگی ہے (کیونکہ اللہ ہمارا رب ہے وہ بہتر جانتا ہےککہ ہمارے لئے دنیا میں کیا بہتر ہے) اور اگر اس پکار پر لبیک نہ کہا جائے تو اللہ دل پر مہر لگادیتے ہیں: 1. الَّذينَ استَجابوا لِلَّـهِ وَالرَّسولِ مِن بَعدِ ما أَصابَهُمُ القَرحُ ۚ لِلَّذينَ أَحسَنوا مِنهُم وَاتَّقَوا أَجرٌ عَظيمٌ ﴿١٧٢﴾ … آل عمران 2. يـٰأَيُّهَا الَّذينَ ءامَنُوا استَجيبوا لِلَّـهِ وَلِلرَّسولِ إِذا دَعاكُم لِما يُحييكُم ۖ وَاعلَموا أَنَّ اللَّـهَ يَحولُ بَينَ المَرءِ وَقَلبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيهِ تُحشَرونَ ﴿٢٤﴾ … الأنفال
6. حلاوتِ عبادت: رمضان میں ہمیں عبادت کی حلاوت نصیب ہوئی، اور یہ مؤمن کی علامت ہے، اس پر دوام ہونا چاہئے۔
عمر بن الخطاب: من سرته حسنته وساءته سيئته فذلكم المؤمن … صحيح الترمذي
7. نمازوں کو وقت پر ادا کرنا اور نوافل کا اہتمام: یہ ان مسلمانوں کی صفت ہے جو آخرت پر ایمان رکھتے ہیں، ان کیلئے بہت بڑا اَجر ہے۔
رِجالٌ لا تُلهيهِم تِجـٰرَةٌ وَلا بَيعٌ عَن ذِكرِ اللَّـهِ وَإِقامِ الصَّلوٰةِ وَإيتاءِ الزَّكوٰةِ ۙ يَخافونَ يَومًا تَتَقَلَّبُ فيهِ … النور
وَأَقِمِ الصَّلوٰةَ طَرَفَىِ النَّهارِ وَزُلَفًا مِنَ الَّيلِ ۚ إِنَّ الحَسَنـٰتِ يُذهِبنَ السَّيِّـٔاتِ ۚ ذٰلِكَ ذِكرىٰ لِلذّٰكِرينَ ﴿١١٤﴾
وَالَّذينَ يَبيتونَ لِرَبِّهِم سُجَّدًا وَقِيـٰمًا ﴿٦٤﴾
8. عشاء وفجر کی جماعت: عثمان: من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله.م
بشِّرِ المشَّائين في الظُّلَمِ إلى المساجدِ بالنُّورِ التَّامِّ يومَ القيامةِ … موقوف (متواتر: تدريب الراوي)
9. تلاوت قرآن: اتل ما أوحي إليك من الكتب وأقم الصلوة …
إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلوة وأنفقوا مما رزقنهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور
أبو أمامة الباهلي: اقرؤوا القرآن . فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه … صحيح مسلم
10. دعا واستغفار السحور: إن المتقين في جنت وعيون … كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار …
تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم …
أبو هريرة: ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له … البخاري
11. دروس دینیہ وتعلیم وتعلم: يؤتي الحكمة من يشاء … قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون … يرفع الله ءامنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات … ألا إن الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه أو عالم أو متعلم
12. زبان اور دیگر اعضاء کی حفاظت: وقل لعبادي يقول التي هي أحسن
بَاب حِفْظِ اللِّسَانِ وَقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ وَقَوْلِهِ تَعَالَى ( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) * البخاري
عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو: قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ قَالَ كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ صَدُوقِ اللِّسَانِ قَالُوا صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ قَالَ هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ لَا إِثْمَ فِيهِ وَلَا بَغْيَ وَلَا غِلَّ وَلَا حَسَدَ … صحيح ابن ماجه
13. لوگوں کے کام آنا: « عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ فَقَالُوا يَا نَبِيَّ اللَّهِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ قَالَ يَعْمَلُ بِيَدِهِ فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَيَتَصَدَّقُ قَالُوا فَإِنْ لَمْ يَجِدْ قَالَ يُعِينُ ذَا الْحَاجَةِ الْمَلْهُوفَ قَالُوا فَإِنْ لَمْ يَجِدْ قَالَ فَلْيَعْمَلْ بِالْمَعْرُوفِ وَلْيُمْسِكْ عَنِ الشَّرِّ فَإِنَّهَا لَهُ صَدَقَةٌ » البخاري
كُلُّ سُلَامَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ قَالَ تَعْدِلُ بَيْنَ الِاثْنَيْنِ صَدَقَةٌ وَتُعِينُ الرَّجُلَ فِي دَابَّتِهِ فَتَحْمِلُهُ عَلَيْهَا أَوْ تَرْفَعُ لَهُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ قَالَ وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ وَكُلُّ خُطْوَةٍ تَمْشِيهَا إِلَى الصَّلَاةِ صَدَقَةٌ وَتُمِيطُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ * مسلم مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ * مسلم
دوسرا خطبہ: المحافظة على الطاعات في جميع الأوقات: الله هو رب كل الشهور ورب رمضان هو رب شوال. عبادة الله أمر مطلوب في جميع الأوقات والأحوال ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(200) ﴾
خير الأعمال ما قل و دام: يَا أَيُّهَا النَّاسُ خُذُوا مِنَ الْأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا وَإِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ مَا دَامَ وَإِنْ قَلَّ * البخاري …
المحافظة على الطاعات بعد رمضان ومنها صيام الست من شوال: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ. * مسلم
فخرج المسلم منها بصفحة مشرِقة بيضاء ناصعةٍ، مفعمَة بفضائل الخصال، مبرأةً من سيئات الأعمال، قد استلهم الصائم الصادق المحتسب من مدرسة رمضان قوَّةَ الإرادة والعزيمة على كل خير، وتقوى الله في كل حين، تقويمًا للسلوك، وتزكية للنفوس، وتنقيةً للسرائر، وإصلاحًا للضمائر، وتمسُّكًا بالخيرات والفضائل، وبُعدًا عن القبائح والرذائل؛ فغدا الصوم لنفسه حصنًا حصينًا من الذنوب والمآثم، وحمى مباحًا للمحاسن والمكارم، فصفتْ روحه، ورقَّ قلبه، وصلحتْ نفسه، وتهذَّبتْ أخلاقه.
هذا في الدنيا أما في الأخرى فقد قال – صلى الله عليه وسلم -: ((الصِّيَامُ وَالقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ القِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ القُرْآنُ مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، قَالَ: فَيَشْفَعَانِ))؛ رواه أحمد وصححه الألباني.
أما من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني، فأمضى ليالي رمضان المباركة في لهو ومعصية، ونهاره في نوم وغفلة، لم يرعَ للشهر حرمته، وتجرأ على الحرمات، فليبكِ لعظيم حسراته، وليسعَ لاستدراك ما فاته؛ لئلا يكون ممن قال فيه – صلى الله عليه وسلم -: ((أَتَانِي جِبْرَائِيلُ – عليه السلام – فقال: يَا مُحَمَّدُ، رَغِمَ أَنْفُ امْرِئٍ مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَأَبْعَدَهُ اللهُ قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ آمِينَ…)).
أفلا يحق لنا أن نبكي على فراق شهرنا الكريم ولياليه الزاهرة، وساعاته العاطرة.. التي ولَّتْ مدبرة، وتتابعت مسرعة، فكانت سجلاَّتٍ مطويَّة، وخزائن مغلقة، حافظةٌ لما أودعناها، شاهدةً لنا أوعلينا، لا يُدرَى من الرابح فيها فيُهنَّا، ولا الخاسر منا فيُعزَّى .. حتى ينادي الله بنا يوم القيامة: (( يَا عِبَادِي، إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلاَ يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ))؛ رواه مسلم.
فيا من صفَتْ له الأوقات في شهر الخيرات، وعمَّر ساعاته بالصالحات، وزكَّى نفسه بالطاعات، وفاضت عينُه بالعبرات، قد زال عنه تعب القيام وجوع الصيام وثبت له الأجر والثواب – إن شاء الله تعالى -، احمد الله! واذكر نعمة ربك القائل: {وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [النور: 21].
واجتهد فيما بقي من حياتك، ولا تستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير. قال – صلى الله عليه وسلم -: ((يَا عَبْدَاللهِ، لاَ تَكُنْ مِثْلَ فُلاَنٍ، كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ)). فأنت لا تدري هل قبل الله عملك أو ردَّه عليك؟
روى الترمذي عن عبدالرحمن بن سعيد أن عائشة – رضي الله عنها – قالت: "سألت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن هذه الآية: {وَٱلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا ءاتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} [المؤمنون: 60].
فقلتُ: "أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟” قال: (( لاَ يَا بْنَتِ الصِّدِّيقِ، وَلَكِنَّهُمُ الَّذِينِ يَصُومُونَ وَيُصَلُّون وَيَتَصَدَّقُونَ، وَهُمْ يَخَافُونَ أَنْ لاَ يُقْبَلَ مِنْهُمْ، أُولَئِكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الخَيْرَاتِ)).
قال ابن عمر – رضي الله عنه -: "لو أعلم أن الله تقبل مني ركعتين؛ لتمنيت الموت بعدها قال تعالى: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ المُتَّقِينَ} [المائدة:27].
وقال عبدالعزيز بن أبي رواد: "أدركتهم يجتهدون في العمل الصالح، فإذا فعلوه وقع عليهم الهمّ أُيقبل منهم أم لا؟” وقال ابن رجب: "كان بعض السلف يظهر عليه الحزن يوم عيد الفطر، فيقال له: إنه يوم فرح وسرور، فيقول: صدقتم، ولكني عبد أمرني مولاي أن أعمل له عملاً، فلا أدري أيقبله مني أم لا؟!”
إخواني: إنه وإن انْقَضَى شهرُ رمضانَ فإن عمل المؤمنِ لا ينقضِي قبْلَ الموت، قال الله – عزَّ وجلَّ -:{وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر: 99]، وقال النبيُّ – صلى الله عليه وسلّم -: ((إِذَا مَاتَ العَبْدُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ)) فلم يَجْعلْ لانقطاع العملِ غايةً إلا الموت.
ولقد فقه سلفنا الصالحون عن الله أمره، وتدبروا في حقيقة الدنيا، ومصيرها إلى الآخرة، فاستوحشوا من فتنتها، وتجافت جنوبهم عن مضاجعها، وتناءت قلوبهم من مطامعها، وارتفعت همتهم عن السفاسف؛ فلا تراهم إلا صوامين قوامين، باكين عابدين، ولقد حفلت تراجمهم بأخبار زاخرة، تشي بعلو همتهم في التوبة والاستقامة، وقوة عزيمتهم في العبادة والإخبات، وهاك طرفًا من عباراتهم وعباداتهم، التي تدل على تشميرهم وعزيمتهم وهمتهم:
قال الحسن: "من نافسك في دينك فنافسه، ومن نافسك في دنياه فألقها في نحره.”، وقال وهيب بن الورد: "إن استطعت ألا يسبقك إلى الله أحد فافعل.”، وقال الشيخ شمس الدين محمد بن عثمان التركستاني: "ما بلغني عن أحد من الناس أنه تعبد عبادة إلا تعبدت نظيرها وزدت عليه.”
وكان أبو مسلم الخولاني يقول: "أيظن أصحاب محمد – صلى الله عليه وسلم – أن يستأثروا به دوننا؟! كلا والله .. لَنُزاحمَنَّهم عليه زحامًا؛ حتى يعلموا أنهم قد خلفوا وراءهم رجالاً.”
قال عمر بن الخطاب: "إن لهذه القلوب إقبالاً وإدبارًا، فإذا أقبلت فخذوها بالنوافل، وإن أدبرت فألزموها الفرائض.”